يعنى معيشة سوء لأنها فى معاصى الله ـ عزوجل ـ الضنك والضيق (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) ـ ١٢٤ ـ عن حجته (قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى) عن حجتي (وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) ـ ١٢٥ ـ فى الدنيا عليما (١) بها ، وهذا مثل قوله ـ سبحانه ـ : «هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ» (٢) يعنى ضلت عنى حجتي ، وهذا قوله حين شهدت عليه الجوارح بالشرك والكفر (قالَ) الله ـ تعالى ـ : (كَذلِكَ) يعنى هكذا (أَتَتْكَ آياتُنا) يعنى آيات القرآن (فَنَسِيتَها) يعنى فتركت إيمانا بآيات القرآن (وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) ـ ١٢٦ ـ فى الآخرة تترك فى النار ولا تخرج منها ولا نذكرك (وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ) يعنى وهكذا نجزى (٣) من أشرك فى الدنيا بالنار فى الآخرة (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) يقول ولم يؤمن بالقرآن (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ) مما أصابه فى الدنيا من القتل ببدر (وَأَبْقى) ـ ١٢٧ ـ يعنى وأدوم من عذاب الدنيا ثم خوف كفار مكة فقال ـ سبحانه ـ : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) يقول أو لم نبين لهم (كَمْ أَهْلَكْنا) بالعذاب (قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) يقول يمرون فى قراهم فيرون هلاكهم يعنى عادا وثمودا (٤) وقوم لوط وقوم شعيب (إِنَّ فِي ذلِكَ) يعنى إن فى هلاكهم بالعذاب فى الدنيا (لَآياتٍ) (٥) لعبرة (لِأُولِي النُّهى) ـ ١٢٨ ـ يعنى لذوي العقول فيحذرون مثل عقوبتهم (وَلَوْ لا
__________________
(١) فى أ : عليم ، ل : عليما.
(٢) سورة الحاقة : ٢٩.
(٣) فى أزيادة : يقول هكذا تجزى ، والمثبت من ل.
(٤) فى أ : عاد وثمود ، ل : عادا وثمودا.
(٥) «لآيات» : ساقطة من الأصل.