حتى أتوا المدينة فلما دخلوا على عبد الله بن أبى أنزلهم وأكرمهم ورحب بهم وقال أنا عند الذي يسركم «محمد أذن» (١) ولو قد سمع كلامنا وكلامكم لعله لا يعصينا فيما «نأمره» (٢) فأبشروا واستعينوا آلهتكم عليه فإنها نعم العون لنا ولكم فلما رأوا ذلك منه قالوا أرسل إلى إخواننا فأرسل عبد الله بن أبى إلى طعمة وسعد أن إخواننا من أهل مكة قدموا علينا فلما أتاهم الرسول جاءوا فرحبوا بهم ولزم بعضهم بعضا من الفرح وهم قيام ، ثم جلسوا يرون أن يستنزلوا محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن دينه. فقال عبد الله بن أبى : أما أنا فأقول له ما تسمعون لا أعدوا ذلك ولا أزيد. أقول إنا ـ معشر الأنصار ـ لم نزل وإلهنا محمود بخير ونحن اليوم أفضل منذ أرسل إلينا محمد (٣) ، ونحن كل يوم منه فى مزيد ، ونحن نرجو بعد اليوم من إله محمد «(٤)» كل خير ولكن لو شاء محمد «(٥)» «قبل أمرا كان» (٦) يكون ما عاش لنا وله ذكر فى الأولين الذين مضوا ويذهب ذكره فى الآخرين على أن يقول إن اللات والعزى لهما شفاعة يوم القيامة ولهما ذكر ومنفعة على طاعتهما. هذا قولي له ... قال أبو سفيان : نخشى علينا وعليكم الغدر والقتل ، فإن محمدا (٧) زعموا أنه لن يبقى بها أحدا منا من شدة بغضه إيانا وإنا نخشى أن يكون يضمر لنا فى نفسه ما كان لقى أصحابه يوم أحد. قال
__________________
(١) فى ا ، م : محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا. وهو خطأ لا يستقيم معه الكلام. وقد جاء فى سورة التوبة : ٦١ (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ...)
(٢) فى ا : نأمر به.
(٣) و (٤) و (٥) فى ا زيادة : «صلىاللهعليهوسلم».
(٦) «قبل أمرا كان» ساقطة من ف. وفى ا : ولب ، م : ولب. وقد غلب على ظني أنهما محرفتان عن قبل. فأثبت قبل ليستقيم المعنى.
(٧) فى ا زيادة : «صلىاللهعليهوسلم».