عبد الله بن أبى : إنه إذا أعطى الأمان فإنه لن يغدر (١) ، هو أكرم من ذلك وأو فى بالعهد منا فلما أصبحوا أتوه فسلموا عليه فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : مرحبا بأبى سفيان اللهم أهد قلبه. فقال أبو سفيان : اللهم يسر الذي هو خير فجلسوا فتكلموا وعبد الله بن أبى ، فقالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ارفض ذكر اللات والعزة ومناة حجر يعبد بأرض هذيل وقل : إن لهما (٢) شفاعة ومنفعة فى الآخرة لمن عبدهما فنظر إليه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وشق عليه قولهم فقال عمر بن الخطاب ـ رضوان الله عليه (٣) ـ ائذن لي «يا رسول الله» (٤) فى قتلهم. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إنى قد أعطيتهم العهد والميثاق. وقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لو شعرت أنكم تأتون لهذا من الحديث لما أعطيتهم الأمان. فقال أبو سفيان : ما بأس بهذا أن قوما استأنسوا إليك يا محمد ورجوا منك أمرا فأما إذا قطعت رجاءهم فإنه لا ينبغي لك أن تؤذيهم ، وعليك باللين والتؤدة لإخوانك وأصحابك. فإن هذا من قوم أكرموك ونصروك وأعانوك ولولاهم لكنت مطلوبا مقتولا وكنت فى الأرض خائفا لا يقبلك أحد. فزجرهم عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فقال : اخرجوا فى لعنة الله وغضبه فعليكم رجس الله وغضبه وعذابه ما أكثر شرككم وأقل خيركم وأبعدكم من الخير وأقربكم
__________________
(١) فى ا : فإنه لم يغدركم وهو أكرم .. ـ والخطأ ظاهر. لأنها واقعة فى جواب إذا ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان ولم حرف نفى وجزم وقلب يقلب معنى المضارع من الحال للماضي. أما عبارة ف : فإنه لن يغدر فهي لنفى الغدر فى المستقبل وبها يستقيم المعنى.
(٢) الضمير عائد على اللات والعزى ، وفى سورة النجم : ١٩ ـ ٢٠ (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى).
(٣) فى ف : «رضى الله عنه».
(٤) «يا رسول الله» : ساقطة من ا.