تعنى اليهود أعانوا المشركين على قتال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والمؤمنين. وذلك أن الله ـ عزوجل ـ حين هزم المشركين عن الخندق بالريح والملائكة أتى جبريل ـ عليهالسلام ـ على فرس. فقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يا جبريل ، ما هذا الغبار على وجه الفرس فقال : هذا الغبار من الريح التي أرسلها الله على أبى سفيان ومن معه فجعل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يمسح الغبار عن وجه الفرس وعن سرجه. فقال له جبريل ـ عليهالسلام ـ : سر إلى بنى قريظة فإن الله ـ عزوجل ـ داقهم لك دق البيض على الصفا.
فسار النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى يهود بنى قريظة فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة ثم نزلوا على حكم سعد بن معاذ الأنصارى فحكم عليهم سعد أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فكبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقال : لقد حكم الله ـ عزوجل ـ. ولقد رضى الله على عرشه بحكم سعد ، وذلك أن جبريل كان «قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم» (١) : سر إلى بنى قريظة فاقتل مقاتلتهم واسب ذراريهم فإن الله ـ عزوجل ـ قد أذن لك فهم لك طعمة ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ) يعنى اليهود أعانوا أبا سفيان (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) يعنى قريظة (مِنْ صَياصِيهِمْ) يعنى من حصونهم (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً) يعنى طائفة (تَقْتُلُونَ) فقتل منهم أربعمائة وخمسين رجلا (وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) ـ ٢٦ ـ يعنى وتسبون طائفة سبعمائة وخمسين (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) يعنى خيبر (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من القرى وغيرها (قَدِيراً) ـ ٢٧ ـ أن يفتحها على المسلمين
__________________
(١) هكذا فى الأزهرية. وفى ف ، ا : «وقال جبريل للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم».