فقالت ـ عائشة بنت أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنهما (١) ـ «وحين خيرهن» (٢) النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بل نختار الله والدار الآخرة «وما لنا وللدنيا إنما «جعلت» (٣) الدنيا دار فناء والآخرة هي الباقية أحب إلينا من الفانية» (٤). فرضي نساؤه كلهن بقول عائشة ـ رضى الله عنها ـ فلما اخترن الله ورسوله أنزل الله ـ عزوجل ـ (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ ...) إلى آخر الاية (٥).
(يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) يعنى العصيان للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) فى الآخرة (وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) ـ ٣٠ ـ يقول وكان عذابها على الله هينا (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) يعنى ومن يطع منكن (٦) الله ورسوله (وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ) فى الآخرة بكل صلاة أو صيام أو تكبير أو تسبيح لها مكان كل حسنة يكتب عشرون حسنة (وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً) ـ ٣١ ـ يعنى حسنا وهي الجنة. ثم قال : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَ) يعنى الله فإنكن ـ معشر أزواج النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تنظرن إلى الوحى فأنتن أحق الناس بالتقوى (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) يقول
__________________
(١) فى أ : زيادة : «أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق».
(٢) فى ز : «إذ خيرهن».
(٣) فى ز : خلقت.
(٤) هكذا فى ز ، ف. وفى أ : «وما لنا وللدنيا إنما جعلت دار فناء وهي الفانية ، والباقية أحب إلينا من الفانية»
(٥) الآية ٥٢ : الأحزاب ، وآخرها : (.... وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً).
(٦) فى الأصل : «لله».