نَفْسِكَ) يعنى وتسر فى قلبك يا محمد ليت أنه طلقها (١) (مَا اللهُ مُبْدِيهِ) يعنى مظهره عليك حين ينزل به قرآنا (٢) (وَتَخْشَى) قالة (النَّاسَ) فى أمر زينب (وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) فى أمرها فقرأ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هذه الآية على الناس بما أظهر الله عليه من أمر زينب إذ هويها ، فقال عمر بن الخطاب ـ رضى الله
__________________
(١) اتق الله يا مقاتل فى رسول الله :
لقد أخبر الله رسوله أن زينب ستكون من أزواجه فلما جاء زيد يشكوها إليه وصاه بها خيرا إبقاء منه على العشرة الزوجية بين حبه وابنة عمته. فقال له الله : (وَإِذْ تَقُولُ ...) الآية.
لقد تحامل مقاتل على رسول الله فى موضوع زيد وزينب ـ ومهد الطريق المغرضين وأعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم أن ينقلوا هذه الفرى على رسول الله وهو منها براء.
(٢) انظر كتاب محمد رسول الله تأليف ايتين دينيه وسليمان إبراهيم ، وترجمة الدكتور عبد الحليم محمود ومحمد عبد الحليم محمود مطبعة نهضة مصر : ٢٥٠ ـ ٢٥١.
وفيه يقول :
«لم يكن الرسول يفكر فى الزواج بزينب لا قبل زيد ولا بعده وإلا فأى شيء كان يمنعه من الزواج بها بكرا غضة الإهاب ، وقد كان يملك من أمرها كل شيء؟
على ان زواج زيد بزينب كان بوحي سماوي وأمر إلهى ..
وتم الزواج .. وأراد زيد غير مرة أن يطلقها لتكبّرها عليه ولكن الرسول كان يقول له (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) مع علمه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بأن الله سيزوجه بها تشريعا جديدا وقضاء على عادة تأصلت فى نفوس العرب : هي معاملة المتبنى معاملة الابن الحقيقي.
وكان زيد قد قضى من زينب وطرا ، ولم يعد له بها من حاجة ، ولم يعد يحتمل العيش معها فطلقها ، فأمر الرسول أن يتزوج بها ولكن الرسول فى نفسه كان يخشى على ضعاف الإيمان سوء الظن ، ومن الكفار الدعاية السيئة فنزلت الآية الكريمة الجامعة : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ ، وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ...) سورة الأحزاب : ٣٧.
وكان زواج النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من زينب ابتلاء عظيما ، سواء نظرنا إليه بالنسبة لزيد وزينب أولا ، أو بالنسبة إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثانيا.