(أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) يعنى نساء النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ التسع اللاتي اخترنه. وذلك أنهن قلن لو فتح الله مكة على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فسيطلقنا غير عائشة ويتزوج أنسب منا. فقال الله ـ عزوجل ـ : (وَلا يَحْزَنَ) إذا علمن أنك لا تزوج عليهن إلا ما أحللنا لك من تزويج القرابة. ثم قال : (وَيَرْضَيْنَ) يعنى نساءه التسع (بِما آتَيْتَهُنَ) يعنى بما (كُلُّهُنَّ) (١) من النفقة وكان فى نفقتهن قلة (وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) ـ ٥١ ـ ذو تجاوز. ثم حرم على النبي تزويج النساء غير التسع اللاتي اخترنه فقال : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) أزواجك التسع اللاتي عندك يقول لا يحل لك أن تزداد عليهن (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَ) يعنى نساءه التسع (مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ) يعنى أسماء بنت عميس الخثعمية التي كانت امرأة جعفر ذى الجناحين ، ثم قال ـ تعالى ـ : (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) يعنى الولاية ، ثم حذر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يركب فى أمرهن ما لا ينبغي ، (٢) فقال : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من العمل (رَقِيباً) ـ ٥٢ ـ حفيظا.
__________________
(١) جاء فى تعليق على الأزهرية : «كلهن» بالرفع توكيد لنون النسوة فى «ويرضين» ولا يضير الفصل. وأما قوله : (... قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ...) بالرفع على قراءة أبى عمرو ف «كل» خبر أن وعلى قراءة. غيره بالنصب توكيد للأمر.
(٢) وكيف يرتكب ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى أمرهن ما لا ينبغي. وهو صاحب الخلق العظيم؟ لقد كان تحريم النساء عليه وقصره على زوجاته التسع مكافأة لهن حين اخترن الله ورسوله والدار الآخرة لما خيرهن رسول الله.
ثم إن الله ـ تعالى ـ رفع عنه الحرج فى ذلك ، ونسخ حكم هذه الآية وأباح له التزوج ، ولكن ذلك لم يقع منه بعد ذلك لتكون المنة لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عليهن.
وقد رويت الأحاديث بذلك المعنى فى مسند الإمام أحمد وفى سنن الترمذي والنسائي. انظر ابن كثير : ٣ / ٥٠٢ : عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت ما مات رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حتى أحل الله له النساء.