ويكذبون عليه. وأن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ قال فى خلافته لأبى ابن كعب الأنصارى إنى قرأت هذه الآية : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ...) إلى آخر الآية : فوقعت منى كل موقع ، والله ، إنى لأضربهم وأعاقبهم. فقال له أبى بن كعب ـ رحمهالله ـ : إنك لست منهم إنك مؤدب معلم (١).
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) يعنى القناع الذي يكون فوق الخمار وذلك أن المهاجرين قدموا المدينة ومعهم نساؤهم فنزلوا مع الأنصار فى ديارهم فضاقت الدور عنهم. وكان النساء يخرجن بالليل إلى النخل فيقضين حوائجهن يعنى البراز فكان المريب يرصد النساء بالليل فيأتيها فيعرض عليها ويغمزها فإن هويت الجماع أعطاها أجرها وقضى حاجته وإن كانت عفيفة صاحت فتركها. وإنما كانوا يطلبون الولائد فلم تعرف الأمة من الحرة بالليل فذكر نساء المؤمنين ذلك لأزواجهن وما يلقين بالليل من الزناة ، فذكروا ذلك للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأنزل الله ـ عزوجل ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ).
__________________
(١) هكذا فى ز : وفى ف ، وفى أ : زيادة : ويقال : ان قوما كانوا يؤذون على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ ويكذبون عليه فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيهم هذه الآية.
فإذا كان يوم القيامة سلط الله عليهم الجرب فيحتك أحدهم حتى يبدو العظم فيقال يا فلان أيؤذيك هذا فيقول نعم فيقال هذا بأذاك المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا.
وفى هذا المعنى حديث أورده أبو حامد الغزالي فى كتاب إحياء علوم الدين : فى باب حقوق المسلم على أخيه المسلم وهو حديث عام فى آذى أى مؤمن وليس خاصا بمن آذى سيدنا على ـ رضى الله عنه ـ. ولعل الزيادة التي فى ز ، أ ، سببها أن أحد النساخ كان شيعيا. والدليل على أنها من صنع النساخ أن معناها سبق أن ذكره مقاتل فى تفسير الآية. ولا يعقل أن يكرره فى موضعين منفصلين.