يعنى القناع فوق الخمار (ذلِكَ أَدْنى) يعنى أجدر (أَنْ يُعْرَفْنَ) فى زيهن أنهن لسن «بمربيات» (١) وأنهن عفايف فلا يطمع فيهن أحد (فَلا يُؤْذَيْنَ) بالليل (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) فى تأخير العذاب عنهم (رَحِيماً) ـ ٥٩ ـ حين لا يعجل عليهم بالعقوبة ، ثم أوعدهم فقال للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ) عن نفاقهم (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) الفجور وهم الزناة ، ثم نعتهم بأعمالهم الخبيثة فقال : (وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) يعنى المنافقين كانوا يخبرون المؤمنين بالمدينة بما يكرهون من عدوهم يقول لئن لم ينتهوا عن الفجور والإرجاف والنفاق (لَنُغْرِيَنَّكَ) يا محمد (بِهِمْ) يقول لنحملنك على قتلهم (ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلاً) ـ ٦٠ ـ ونجعلهم (مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا) فأوجب لهم اللعنة على كل حال أينما وجدوا وأدركوا (أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) ـ ٦١ ـ يقول خذوهم واقتلوهم قتالا ، فانتهوا عن ذلك مخافة القتل. (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) هكذا كانت سنة الله فى أهل بدر «القتل» (٢) وهكذا سنة الله فى هؤلاء الزناة وفى المرجفين القتل ، إن لم ينتهوا (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) ـ ٦٢ ـ يعنى تحويلا لأن قوله ـ عزوجل ـ حق فى أمر القتل (يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ) يعنى القيامة ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يخطب ، فسأله رجل عن الساعة فأوحى الله ـ عزوجل ـ إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ) يعنى القيامة (تَكُونُ قَرِيباً) ـ ٦٣ ـ (إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ) يعنى كفار مكة (وَأَعَدَّ لَهُمْ
__________________
(١) فى أ : بمزينات.
(٢) هكذا فى ف ، والقتل : ساقطة من ز ، ومن أ. والمراد بأهل بدر كفار غزوة بدر.