سَعِيراً) ـ ٦٤ ـ يعنى وقودا (خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا) يعنى قريبا يمنعهم (وَلا نَصِيراً) ـ ٦٥ ـ يعنى ولا مانعا يمنهم من العذاب (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) ـ ٦٦ ـ يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
(وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا) فهذا قول الأتباع من مشركي العرب من أهل مكة قالوا : ربنا إنا أطعنا سادتنا ، نزلت فى اثنى عشر رجلا وهم المطعمون يوم بدر فيهم أبو جهل بن هشام ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وكبراءنا ، يعنى ذوى الأسنان منا فى الكفر (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) ـ ٦٧ ـ يعنى المطعمين فى غزوة بدر والمستهزئين من قريش «فأضلونا عن سبيل الهدى يعنى عن التوحيد» (١). ثم قال الأتباع : (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ) يعنون القادة والرءوس من كفار قريش (وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) ـ ٦٨ ـ يعنى عظيما يعنى اللعن على أثر اللعن. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى) وذلك أن الله ـ عزوجل ـ وعظ المؤمنين ألا يؤذوا محمدا فيقولون زيد بن محمد فإن ذلك للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أذى كما آذت بنو إسرائيل موسى فزعموا أنه آدر. وذلك أن موسى ـ عليهالسلام ـ كان فيه حياء شديد وكان لا يغتسل فى نهر ولا غيره إلا وعليه إزار. «وكان» (٢) بنو إسرائيل يغتسلون عراة. فقالوا : ما يمنع موسى أن يتجرد كما نتجرد إلا أنه آدر فانطلق موسى ـ عليهالسلام ـ ذات يوم يغتسل فى عين بأرض الشام واستتر بصخرة ووضع ثيابه عليها ففرت الصخرة
__________________
(١) هكذا فى ز ، وفى ف ، أ : «فأضلونا عن السبيل يعنى سبيل الهدى عن التوحيد» ، ولكن عبارة الأزهرية أسهل فهما.
(٢) فى ف ، أ ، ز : «وكانت». ولكن «كان» أنسب هنا من «كانت».