بثيابه وأتبعها موسى ـ عليهالسلام ـ متجردا فلحقها فضربها بعصاه «وكان موسى ـ عليهالسلام ـ لا يضع العصا من يده حيث ما كان» (١) وقال لها : ارجعي إلى مكانك فقالت : إنما أنا عبد مأمور لم تضربني فردها إلى مكانها. فنظرت إليه بنو إسرائيل فإذا هو من أحسن الناس خلقا وأعدلهم صورة وكان «سليما» (٢) ليس الذي قالوا (٣) ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا) إنه آدر (وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) ـ ٦٩ ـ يعنى مكينا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) ـ ٧٠ ـ يعنى قولا عدلا وهو التوحيد (يُصْلِحْ لَكُمْ) يعنى يزكى لكم (أَعْمالَكُمْ) بالتوحيد (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) ـ ٧١ ـ يقول قد نجا بالخير وأصاب منه نصيبا وافرا (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) وهي الطاعة (عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ) على الثواب والعقاب إن أحسنت جوزيت وإن عصت عوقبت (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) يعنى الطاعة على الثواب والعقاب فلم يطقنها (وَأَشْفَقْنَ مِنْها) وأشفقن من العذاب مخافة ترك الطاعة فقيل لآدم ـ عليهالسلام ـ أتحملها بما فيها ، قال آدم : وما فيها يا رب؟ قال : إن أطعت جوزيت وإن عصيت عوقبت. قال آدم : قد حملتها بما فيها. قال الله ـ عزوجل ـ فلم يلبث فى الجنة إلا قليلا يعنى ساعتين من يومه حتى عصى ربه ـ عزوجل ـ وخان الأمانة ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ) يعنى
__________________
(١) هذه الجملة التي بين القوسين «...» : فى ف ، وساقطة من ز.
(٢) فى ف ، أ : «جسيما».
(٣) فى الأزهرية زيادة وأما قوله (لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى ...) فهو مثل (لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ).