بعد الموت (أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) يقول : «أم بمحمد جنون» (١) فرد الله ـ جل وعز ـ عليهم فقال : (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال هم أكذب وأشد فرية من محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين كذبوا بالبعث ، ثم قال ـ جل وعز : هم (فِي الْعَذابِ) فى الآخرة (وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) ـ ٨ ـ الشقاء الطويل نظيرها فى آخر «اقتربت الساعة» (٢). ثم خوفهم فقال ـ جل وعز ـ : (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ) [٩٧ ب] (أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) ثم بين ما هو فقال ـ جل وعز ـ (مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) «فتبتلعهم» (٣) (أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ) يعنى جانبا من السماء فنهلكهم بها (إِنَّ فِي ذلِكَ) (٤) (لَآيَةً) يعنى عبرة (٥) (لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) ـ ٩ ـ مخلص بالتوحيد (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ) أعطينا داود (مِنَّا فَضْلاً) النبوة كقوله ـ عزوجل ـ للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى سورة النساء : «... وَكانَ فَضْلُ (٦) اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (٧)» يعنى النبوة والكتاب ، فذلك قوله
__________________
(١) من ز ، وفى أ : «أم جنون ـ صلىاللهعليهوسلم ـ جنون».
(٢) سورة القمر : ١ ، ويشير إلى الآيات «كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ» أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ ، أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ، سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ ، إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ» يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ» سورة القمر : ٤٢ ـ ٤٨.
(٣) «فتبتلعهم» : من ز ، وفى أ : «فتشعلهم».
(٤) «إن فى ذلك» : ساقط من أ ، وهي فى ز.
(٥) «يعنى لعبرة» : من ز وحدها.
(٦) فى ز : (وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) ، وفى أ : (وَكانَ فَضْلُ اللهِ ...) الآية
(٧) سورة النساء : ١١٣.