ـ عزوجل ـ «(وَلَقَدْ آتَيْنا) (١) داوُدَ مِنَّا فَضْلاً» النبوة والزبور وما سخر له من الجبل والطير والحديد ثم بين ما أعطاه فقال ـ عزوجل ـ : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ) سبحي معه مع داود ـ عليهالسلام ـ يقول اذكري الرب مع داود وهو التسبيح ، ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَ) سخرنا له (الطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) ـ ١٠ ـ فكان داود ـ عليهالسلام ـ يضفر الحديد ضفر العجين من غير نار فيتخذها دروعا طوالا ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) الدروع الطوال وكانت الدروع قبل داود إنما هي صفائح الحديد مضروبة فكان داود ـ عليهالسلام ـ يشد الدروع بمسامير ما يقرعها بحديد ولا يدخلها النار فيقرع من الدروع فى بعض النهار وبعض الليل بيده ثمن ألف درهم (٢) قال لداود : (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) يقول قدر المسامير فى الخلق ولا تعظم المسامير فتنقصم (٣) ولا تضفر المسامير فتسلس. ثم قال الله ـ عزوجل ـ لآل داود : (وَاعْمَلُوا صالِحاً) يعنى قولوا «الحمد لله (إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ») (٤) ـ ١١ ـ ثم ذكر ابنه سليمان ـ عليهماالسلام ـ وما أعطاه الله ـ عزوجل ـ من الخير والكرامة فقال ـ عزوجل : (وَ) سخرنا (لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ) يعنى مسيرة شهر فتحملهم الريح من بيت المقدس إلى إصطخر وتروح بهم «ذابلستان» (٥) (وَرَواحُها
__________________
(١) فى أ : «آتينا» ، وفى ز : «ولقد آتينا».
(٢) كذا فى أ ، ز. «والمعنى ما ثمنه ألف درهم ، وفى حاشية أ : «الظاهر أنه ثمانية آلاف» ، وأرى أن الأصل أصدق من الحاشية.
(٣) فى أ : «ولا تعظم المسامير فتنقص» ، ز : «ولا تعظم المسمار فيقصم».
(٤) من ز ، وفى أ : «الحمد لله الآية».
(٥) «ذابلستان» : كذا فى أ ، ز. وهي فى ز تشبه : «نابلستان».