(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) الشكر لله (فاطِرِ) يعنى خالق (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) منهم جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، والكرام الكاتبين ـ عليهمالسلام ـ ، ثم قال ـ جل وعز ـ : الملائكة (أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) يقول من الملائكة من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة ، ومنهم من له أربعة ، ولإسرافيل ستة أجنحة ، ثم قال ـ جل وعز ـ : (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) وذلك أن فى الجنة نهرا يقال له نهر الحياة يدخله كل يوم جبريل ـ عليهالسلام ـ بعد ثلاث ساعات من النهار يغتسل فيه [١٠٢ أ] وله جناحان ينشرهما فى ذلك النهر ولجناحه سبعون ألف ريشة فيسقط من كل ريشة قطرة من ماء فيخلق الله ـ جل وعز ـ منها ملكا يسبح (١) الله ـ تعالى ـ إلى يوم القيامة ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : «يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ» (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من خلق الأجنحة من الزيادة (قَدِيرٌ) ـ ١ ـ يعنى يزيد فى خلق الأجنحة على أربعة أجنحة ، ما يشاء (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ) الرزق نظيرها فى بنى إسرائيل (ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ) يعنى الرزق (فَلا مُمْسِكَ لَها) لا يقدر أحد على حبسها (وَما يُمْسِكْ) وما يحبس من الرزق (فَلا مُرْسِلَ لَهُ) يعنى الرزق (مِنْ بَعْدِهِ) فلا معطى من بعد الله (وَهُوَ الْعَزِيزُ) فى ملكه (الْحَكِيمُ) ـ ٢ ـ فى أمره
__________________
(١) إن الله غنى عن استحمام جبريل ، إذا أراد أن يزيد فى خلق الملائكة ، وما أشبه هذا القول بالإسرائيليات ، وما أغنى كتاب الله عنها.