(يا أَيُّهَا النَّاسُ) يعنى أهل مكة : (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) ثم أخبرهم بالنعمة فقال ـ جل وعز ـ : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ) يعنى المطر (وَالْأَرْضِ) يعنى النبات ثم وحد نفسه ـ جل جلاله ـ فقال : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) ـ ٣ ـ (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) يعزى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليصبر على تكذيبهم إياه (فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ «قَبْلِكَ» (١) وَإِلَى «اللهِ» (٢) تُرْجَعُ الْأُمُورُ) ـ ٤ ـ أمور العباد تصير إلى الله ـ جل وعز ـ فى الآخرة (يا أَيُّهَا النَّاسُ) يعنى كفار مكة (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) فى البعث أنه كائن (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) عن الإسلام (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) ـ ٥ ـ الباطل وهو الشيطان ثم قال ـ جل وعز ـ : (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ) حين أمركم بالكفر بالله (فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) يقول فعادوه بطاعة الله ـ عزوجل ـ ، ثم قال ـ جل وعز ـ : (إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ) إنما يدعو شيعته إلى الكفر بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) ـ ٦ ـ يعنى الوقود ثم بين مستقر الكفار ، ومستقر المؤمنين فقال ـ جل وعز ـ : (الَّذِينَ كَفَرُوا) بتوحيد الله (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) فى الآخرة (وَالَّذِينَ آمَنُوا) : صدقوا بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أدوا الفرائض (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم يعنى جزاءهم عند ربهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) ـ ٧ ـ فى الجنة (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) نزلت فى أبى جهل بن هشام (فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُ) عن الهدى (مَنْ يَشاءُ) فلا يهديه إلى الإسلام (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) لدينه (فَلا تَذْهَبْ
__________________
(١) فى أ : «قبلك» الآية.
(٢) «الله» : ليست فى أ.