شيء ، وإن كان شرا فعليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص من أوزارهم شيء ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (١) ، ثم قال ـ جل وعز ـ : (وَكُلَّ شَيْءٍ) من الأعمال (أَحْصَيْناهُ) بيانه (فِي إِمامٍ مُبِينٍ) ـ ١٢ ـ كل شيء عملوه فى اللوح المحفوظ (٢) (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً) وصف لهم ـ يا محمد ـ شبها لأهل مكة فى الهلاك (أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) أنطاكية (إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) ـ ١٣ ـ (إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ «اثْنَيْنِ») (٣) تومان ويونس (فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) فقوينا يعنى فشددنا الرسولين بثالث حين صدقهما بتوحيد الله وحين أحيا الجارية وكان اسمه شمعون وكان من الحواريين وكان وصى عيسى بن مريم (فَقالُوا) [١٠٦ أ] (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) ـ ١٤ ـ فكذبوهما ولو فعلت ذلك بكم يا أهل مكة لكذبتم ، فقال شمعون للملك : أشهد أنهما رسولان أرسلهما ربك الذي فى السماء ، فقال الملك لشمعون : أخبرنى بعلامة ذلك فقال شمعون : إن ربى أمرنى أن أبعث لك ابنتك ، فذهبوا إلى قبرها ، فضرب القبر برجله. فقال : قومي بإذن إلهنا الذي فى السماء ، الذي أرسلنا إلى هذه القرية واشهدي لنا على والدك فخرجت الجارية من قبرها ، فعرفوها فقالت يا أهل القرية آمنوا بهؤلاء الرسل ، وإنى أشهد أنهم أرسلوا إليكم ، فإن سلمتم يغفر لكم ربكم ، وإن أبيتم ينتقم الله منكم. ثم قالت لشمعون : ردني إلى مكاني فإن القوم لن يؤمنوا لكم ، فأخذ شمعون قبضة من تراب قبرها فوضعها على
__________________
(١) سورة القيامة : ١٣.
(٢) فى أ : زيادة : وذلك قوله ـ عزوجل ـ (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ) من الأعمال أحصيناه. وليست فى ل.
(٣) «اثنين» : ساقطة من أ.