فى أبى الأشدين واسمه أسيد بن كلدة بن «خلف» (١) «الجمحي» (٢). وإنما كنى [١١٠ أ] أبا الأشدين لشدة بطشه وفى «ركانة» (٣) بن عبد يزيد بن هشام ابن عبد مناف يقول سل هؤلاء أهم أشد خلقا بعد موتهم لأنهم كفروا بالبعث (أَمْ مَنْ خَلَقْنا) يعنى خلق السموات والأرض وما بينهما والمشارق ، لأنهم يعلمون أن الله ـ جل وعز ـ خلق هذه الأشياء ، ثم أخبر عن خلق الإنسان فقال ـ جل وعز ـ : (إِنَّا خَلَقْناهُمْ) يعنى آدم (مِنْ طِينٍ لازِبٍ) ـ ١١ ـ يعنى لازب بعضه فى البعض فهذا أهون خلقا عند هذا المكذب بالبعث من خلق السموات والأرض وما بينهما والمشارق ، ونزلت فى أبى الأشدين أيضا (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً) بعثا بعد الموت (أَمِ السَّماءُ بَناها) (٤) ثم قال ـ جل وعز ـ : (بَلْ عَجِبْتَ) يا محمد من القرآن حين أوحى إليك نظيرها فى الرعد (وَإِنْ تَعْجَبْ) من القرآن : «فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ (٥) ...» فاعجب من قولهم بتكذيبهم بالبعث ، ثم قال ـ جل وعز ـ (وَيَسْخَرُونَ) ـ ١٢ ـ يعنى كفار مكة سخروا من النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين سمعوا منه القرآن ، ثم قال : (وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ) ـ ١٣ ـ وإذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون (وَإِذا رَأَوْا آيَةً) يعنى انشقاق القمر بمكة فصار نصفين (يَسْتَسْخِرُونَ) ـ ١٤ ـ سخروا فقالوا هذا عمل السحرة ، فذلك قوله
__________________
(١) فى أ : «يخلف» ، وفى ل : «خلف».
(٢) «الجمحي» : من ل ، وليست فى أ.
(٣) «ركزته» فى أ : «نكاية» ، وفى ل : «ركانة».
(٤) سورة النازعات : ٢٧ وهي : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها).
(٥) سورة الرعد : ٥ وتمامها : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).