على الأذى كما صبر هؤلاء الستة على البلاء ، ثم قال : (هذا ذِكْرٌ) يعنى هذا بيان الذي ذكر الله من أمر الأنبياء فى هذه السورة (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ) من هذه الأمة فى الآخرة (لَحُسْنَ مَآبٍ) ـ ٤٩ ـ يعنى مرجع (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) ـ ٥٠ ـ.
حدثنا أبو جعفر قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا جليد عن الحسن فى قوله : «مفتحة لهم الأبواب» قال : أبواب يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، يقال لها : انفتحي ، انقفلى ، تكلم فتفهم «وتتكلم» (١).
حدثنا داود بن رشيد قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : سألت زهير بن محمد عن قوله ـ تعالى ـ : (... وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (٢) قال ليس فى الجنة ليل ، هم فى نور أبدا ولهم مقدار الليل بإرخاء الحجب ومقدار النهار.
(مُتَّكِئِينَ فِيها) فى الجنة على السرر (يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ) ـ ٥١ ـ (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ) النظر عن الرجال لا ينظرن إلى غير أزواجهن لأنهن عاشقات لأزواجهن ، ثم قال : (أَتْرابٌ) ـ ٥٢ ـ يعنى مستويات على ميلاد واحد بنات ثلاثة وثلاثين سنة ، ثم قال : (هذا) الذي ذكر فى هذه الآية ، «ذكر» (٣) يعنى بيان من الخير فى الجنة (ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ) ـ ٥٣ ـ يعنى ليوم الجزاء (إِنَّ هذا) الخير فى الجنة (لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) ـ ٥٤ ـ يقول هذا الرزق للمتقين ، ثم ذكر الكفار ، فقال ـ سبحانه ـ : (هذا) (٤) (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ)
__________________
(١) فى ا : وتكلم.
(٢) سورة مريم : ٦٢.
(٣) «ذكر» : وردت على أنها من الآية فى الأصل.
(٤) «هذا» : ساقطة من الأصل.