يعنى ولدا يعنى عيسى (لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا ...) (١) يعنى من عندنا من الملائكة ، ثم نزه نفسه عما قالوا من البهتان فقال : (سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ) لا شريك له (الْقَهَّارُ) ـ ٤ ـ ، ثم عظم نفسه فقال : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) لم يخلقهما باطلا لغير شيء (يُكَوِّرُ) يعنى يسلط (اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ) يعنى ويسلط النهار (عَلَى اللَّيْلِ) يعنى انتقاص كل واحد منهما من الآخر (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) لبنى آدم (كُلٌّ يَجْرِي) يعنى الشمس والقمر (لِأَجَلٍ مُسَمًّى) يعنى ليوم القيامة يدل على نفسه بصنعه ليعرف توحيده ، ثم قال : (أَلا هُوَ الْعَزِيزُ) فى ملكه (الْغَفَّارُ) ـ ٥ ـ لمن تاب إليه (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) يعنى آدم ـ عليهالسلام ـ (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) يعنى حواء (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ) يعنى وجعل لكم من أمره مثل قوله فى الأعراف (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً ...) (٢) يقول جعلنا ، ومثل قوله : (... وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ ...) (٣) يقول وجعلنا الحديد (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ) (٤) يعنى الإبل والبقر والغنم (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) يعنى أصناف يعنى أربعة ذكور وأربعة «إناث» (٥) (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ) [١٢٢ ب]
__________________
(١) سورة الأنبياء : ١٧ ، وتمامها (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ).
(٢) سورة الأعراف : ٢٦ ، وتمامها : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).
(٣) سورة الحديد : ٢٥ ، وتمامها : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
(٤) (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ) : زيادة اقتضاها السياق.
(٥) فى ا : «إناث» ، وفى ف : «إناثا» أ.