(أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) يعنى نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظما ، ثم الروح (فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) يعنى البطن والرحم والمشيمة التي يكون فيها الولد ، ثم قال : (ذلِكُمُ اللهُ) الذي خلق هذه الأشياء هو (رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) ـ ٦ ـ يقول فمن أين تعدلون عنه إلى غيره ، «يقول» (١) لكفار مكة : (إِنْ تَكْفُرُوا) بتوحيد الله (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ) عن عبادتكم (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) : الذين قال ـ عزوجل ـ : «عنهم» (٢) لإبليس (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ...) (٣) (وَإِنْ تَشْكُرُوا) يعنى توحدوا (٤) الله (يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) يقول لا تحمل نفس خطيئة أخرى (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ) فى الآخرة (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ـ ٧ ـ (وَإِذا مَسَ) يعنى أصاب (الْإِنْسانَ) يعنى أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله المخزومي (ضُرٌّ) يعنى بلاء أو شدة (دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) يقول راجعا إلى الله من شركه موحدا يقول اللهم اكشف ما بى (ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ) يقول أعطاه الله الخير (نَسِيَ) يعنى ترك (ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) فى ضره (وَجَعَلَ) أبو حذيفة (لِلَّهِ أَنْداداً) يعنى شركاء (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) يعنى ليستزل عن دين الإسلام (قُلْ) لأبى حذيفة (تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً) فى الدنيا إلى أجلك (إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) ـ ٨ ـ ثم ذكر المؤمن ، فقال ـ سبحانه ـ : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) يعنى مطيع
__________________
(١) فى ا : «الله» ، وفى ف : «يقول».
(٢) «عنهم» : زيادة اقتضاها السياق ليست فى ا ، ولا فى ف.
(٣) سورة الحجر : ٤٢.
(٤) فى ا : توحيد ، وفى ف : توحدوا.