أَعْبُدُ مُخْلِصاً) موحدا (لَهُ دِينِي) ـ ١٤ ـ (فَاعْبُدُوا) أنتم (ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) من الآلهة ونزل فيهم أيضا ، (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ) (١) (قُلْ) : يا محمد (إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا) يعنى غبنوا (أَنْفُسَهُمْ) فصاروا إلى النار (وَأَهْلِيهِمْ) يعنى وخسروا أهليهم من الأزواج والخدم (يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٢) (أَلا ذلِكَ) يعنى هذا (هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) ـ ١٥ ـ يعنى البين حين لم يوحدوا ربهم يعنى وأهليهم فى الدنيا ، ثم قال : (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ) يعنى أطباق من النار فتلهب عليهم (وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) يعنى مهادا من نار (ذلِكَ) يقول هذا الذي ذكر من ظلل النار (يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) ـ ١٦ ـ يعنى فوحدون (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ) يعنى الأوثان وهي مؤنثة (أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ) يعنى ورجعوا من عبادة الأوثان إلى عبادة الله ـ عزوجل ـ فقال ـ تعالى ـ : (لَهُمُ الْبُشْرى) يعنى الجنة (فَبَشِّرْ «عِبادِ») (٣) ـ ١٧ ـ فبشر عبادي بالجنة ، ثم نعتهم فقال : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ) يعنى القرآن (فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) يعنى أحسن ما فى القرآن من طاعة الله ـ عزوجل ـ ولا يتبعون المعاصي مثل قوله : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ...) (٤) أى (٥) من طاعته (أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ) لدينه (وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) ـ ١٨ ـ يعنى أهل اللب والعقل حين يستمعون فيتبعون أحسنه من أمره ونهيه يعنى أحسن ما فيه من
__________________
(١) سورة الزمر : ٦٤.
(٢) «يوم القيامة» : ساقطة من ا.
(٣) فى ا : «عبادي».
(٤) سورة الزمر : ٥٥.
(٥) «أى» : زيادة اقتضاها السياق.