(فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) ـ ١١ ـ قالوا فهل لنا كرة إلى الدنيا مثلها فى «حم عسق» (١) قوله : (ذلِكُمْ) المقت فى التقديم إنما كان (بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ) يعنى إذا ذكر الله (وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ) به يعنى بالتوحيد (وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا) يعنى وإن يعدل به تصدقوا ، ثم قال : (فَالْحُكْمُ) يعنى القضاء (لِلَّهِ الْعَلِيِ) يعنى الرفيع فوق خلقه (الْكَبِيرِ) ـ ١٢ ـ يعنى العظيم فلا شيء أعظم منه ، قوله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ) يعنى السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب والليل والنهار والفلك فى البحر والنبت والثمار عاما بعام (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) يعنى المطر (وَما يَتَذَكَّرُ) فى هذا الصنع فيوحد الرب ـ تعالى ـ (إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) ـ ١٣ ـ إلا من يرجع ، ثم أمر المؤمنين بتوحيده فقال ـ عزوجل ـ : (فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ) [١٢٨ أ] يعنى موحدين (لَهُ الدِّينَ) يعنى التوحيد (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) ـ ١٤ ـ من أهل مكة ، ثم عظم نفسه عن شركهم فقال ـ عزوجل ـ : (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ) يقول أنا فوق السموات لأنها ارتفعت من الأرض سبع سموات (ذُو الْعَرْشِ) يعنى هو عليه يعنى على العرش (٢) (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ) يقول ينزل الوحى من السماء بإذنه (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) من الأنبياء (لِيُنْذِرَ) النبيون بما فى القرآن من الوعيد (يَوْمَ التَّلاقِ) ـ ١٥ ـ يعنى يوم يلتقي الخالق والخلائق ، ثم ذكر ذلك اليوم فقال :
__________________
(١) سورة الشورى : ٤٤ وتمامها : (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ).
(٢) هذا من التجسيم المذموم فى تفسير مقاتل. وانظر فى دراسة منهج مقاتل فى التفسير وخصوصا موضوع : «مقاتل وعلم الكلام».