قالوا هي أحلام كاذبة مختلطة يراها محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى المنام فيخبرنا بها ، ثم قال : (بَلِ افْتَراهُ) يعنون بل يخلق محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ القرآن من تلقاء نفسه ، ثم قال : (بَلْ هُوَ) يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (شاعِرٌ) فإن كان صادقا (فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) ـ ٥ ـ من الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ بالآيات إلى قومهم ، كل هذا من قول هؤلاء النفر ، كما أرسل موسى وعيسى وداود وسليمان ـ عليهمالسلام ـ بالآيات والعجائب يقول الله ـ عزوجل ـ (ما آمَنَتْ) يقول ما صدقت بالآيات (قَبْلَهُمْ) يعنى قبل كفار مكة (مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) بالعذاب فى الدنيا يعنى كفار الأمم الخالية (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) ـ ٦ ـ يعنى كفار مكة أفهم يصدقون بالآيات ، فقد كذبت بها الأمم الخالية من قبلهم ، بأنهم لا يصدقون» (١) ، ثم قالوا فى الفرقان : (... أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً ...) (٢) يأكل ويشرب وترك الملائكة فلم يرسلهم ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى قولهم : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا) يا معشر كفار مكة (أَهْلَ الذِّكْرِ) يعنى مؤمنى أهل التوراة (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ـ ٧ ـ إن الرسل كانوا من البشر فسيخبرونكم أن الله ـ عزوجل ـ ما بعث رسولا إلا من البشر ، ونزل فى قولهم (... أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) يأكل ويشرب ويترك» (٣) الملائكة فلا يرسلهم فقال ـ سبحانه ـ : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً) يعنى الأنبياء ـ عليهم
__________________
(١) كذا فى أ ، ل.
(٢) سورة الفرقان : ٤ ، وقد وردت فى جميع النسخ : (أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً) وهي من سورة الإسراء : ٩٤.
(٣) كذا ، والأولى : وترك الملائكة فلم يرسلهم.