فرعون لهامان : (وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ) يعنى إنى لأحسب موسى (كاذِباً) فيما يقول : إن فى السماء إلها ، (وَكَذلِكَ) يقول وهكذا (زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ) أن يطلع إلى إله موسى قال : (وَصُدَّ) (١) (عَنِ السَّبِيلِ) يقول وصد فرعون الناس حين قال لهم ما أريكم إلا ما أرى فصدهم عن الهدى (وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ) ـ ٣٧ ـ يقول وما قول فرعون إنه يطلع إلى إله موسى إلا فى خسار ، ثم نصح المؤمن لقومه : (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ) ـ ٣٨ ـ يعنى طريق الهدى (يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ) قليل (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) ـ ٣٩ ـ يقول تمتعون فى الدنيا قليلا ، ثم «استقرت» (٢) الدار الآخرة بأهل الجنة وأهل النار ، يعنى بالقرار لا زوال عنها ، ثم أخبر بمستقر الفريقين جميعا (٣) ، فقال ـ تعالى ـ : (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً) يعنى الشرك (فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) فجزاء الشرك النار «وهما» (٤) عظيمان كقوله : (جَزاءً وِفاقاً) (٥) (وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) ـ ٤٠ ـ يقول بلا تبعة فى الجنة فيما يعطون فيها من الخير ، ثم قال : (وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ) من النار إضمار يعنى التوحيد (وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) ـ ٤١ ـ يعنى إلى الشرك (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ
__________________
(١) قراءة حفص «وصد» بضم الصاد ، أى صد ، الله عن سبيل الرشاد ، وبفتح الصاد كوفى ويعقوب ، أى صد غيره. وانظر تفسير النسفي : ٤ / ٦١.
(٢) كذا فى أ ، ل. والأولى «تسنقر».
(٣) من ل ، وفى أاضطراب.
(٤) فى أ : «هما» ، وفى ل : «وهما».
(٥) سورة النبأ : ٢٦.