الدجال كما يقولون ، يقول الله ـ عزوجل ـ : (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) يقول ما فى قلوبهم إلا عظمة (ما هُمْ بِبالِغِيهِ) إلى ذلك الكبر لقولهم إن الدجال يملك الأرض (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) يا محمد من فتنة الدجال (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) لقولهم يعنى اليهود (الْبَصِيرُ) ـ ٥٦ ـ به ، ثم قال : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) يعنى بالناس فى هذا الموضع الدجال وحده يقول «خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس» يقول هما أعظم خلقا من خلق الدجال (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٥٧ ـ يعنى اليهود. (١)
ثم ضرب مثل المؤمن ومثل الكافر ، فقال ـ تعالى ـ : (وَما يَسْتَوِي) فى الفضل (الْأَعْمى) يعنى الكافر (وَالْبَصِيرُ) يعنى المؤمن (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) يعنى وما يستوي فى الفضل المؤمن المحسن ولا الكافر المسيء (قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ) ـ ٥٨ ـ ، قوله : (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها) يعنى كائنة لا شك فيها (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٥٩ ـ يعنى كفار مكة أكثرهم لا يصدقون بالبعث (وَقالَ رَبُّكُمُ) لأهل اليمن : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، ثم ذكر كفار مكة فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي) يعنى عن التوحيد (سَيَدْخُلُونَ) فى الآخرة (جَهَنَّمَ داخِرِينَ) ـ ٦٠ ـ يعنى صاغرين ، ثم ذكر النعم فقال ـ تعالى ـ : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً) لابتغاء الرزق فهذا فضله ، فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) يعنى كفار مكة (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) ـ ٦١ ـ
__________________
(١) كذا فى ل ، وفى أ : زيادة : «يخرج الدجال فى خمسة وثمانين ومائة سنة» ، أقول وصوابها فى خمس ، لا فى خمسة.