ـ تبارك وتعالى ـ أنجاهم مع الرسل من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، ثم أخبر عن ذلك اليوم فقال : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ) يعنى المشركين (مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ) يعنى العذاب (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) ـ ٥٢ ـ الضلالة نار جهنم (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى) يعنى أعطيناه (الْهُدى) يعنى التوراة هدى من الضلالة (وَأَوْرَثْنا) من بعد موسى (بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ) ـ ٥٣ ـ (هُدىً) من الضلالة (وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) ـ ٥٤ ـ يعنى تفكرا لأهل اللب والعقل ، قوله : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) وذلك أن الله ـ تبارك وتعالى ـ وعد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى آيتين من القرآن أن يعذب كفار مكة فى الدنيا فقالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ متى يكون هذا الذي «تعدنا» (١)؟ يقولون ذلك استهزاء وتكذيبا بأنه غير كائن ، فأنزل الله [١٣٠ ب] ـ عزوجل ـ يعزى نبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب ، فقال : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ) فى العذاب أنه نازل بهم القتل ببدر ، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار ، فهذا العذاب (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) ـ ٥٥ ـ يعنى وصل بأمر ربك بالغداة يعنى صلاة الغداة وصلاة العصر ، قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ) وذلك أن اليهود قالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إن صاحبنا يبعث فى آخر الزمان وله سلطان يعنون الدجال ماء البحر إلى ركبته والسحاب فوق رأسه فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) يعنى يمارون فى آيات الله لأن الدجال آية من آيات الله ـ عزوجل ـ (بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ) يعنى بغير حجة «أتتهم» (٢) من الله ، إضمار بأن
__________________
(١) فى الأصل : «توعدنا».
(٢) فى أ ، ل : أتاهم.