جعل ثوبه بينه وبين النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قال : يا محمد أنت من ذلك الجانب ونحن من هذا الجانب (وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) يعنى ستر وهو الثوب الذي رفعه أبو جهل (فَاعْمَلْ) يا محمد لإلهك الذي أرسلك (إِنَّنا عامِلُونَ) ـ ٥ ـ لآلهتنا التي (١) نعبدها ، ثم قال ـ تعالى ـ : (قُلْ) يا محمد لكفار مكة : (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) لقولهم لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ اعمل أنت لإلهك ، ونحن لآلهتنا ، ثم قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ) بالتوحيد (وَاسْتَغْفِرُوهُ) من الشرك ، ثم أوعدهم إن لم يتوبوا من الشرك فقال : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ) ـ ٦ ـ يعنى كفار قريش (الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) يعنى لا يعطون الصدقة ولا يطعمون الطعام (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ) يعنى بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال (هُمْ كافِرُونَ) ـ ٧ ـ بها بأنها غير «كائنة» (٢) ، ثم قال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى صدقوا بالتوحيد (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) من الأعمال (لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) ـ ٨ ـ يعنى غير منقوص فى الآخرة (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ) بالتوحيد (وَبِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ، ثم قال : (وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً) يعنى شركا (ذلِكَ) الذي خلق الأرض فى يومين هو (رَبُّ الْعالَمِينَ) ـ ٩ ـ يعنى الناس أجمعين ، ثم قال : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها) يعنى جعل الجبل من فوق الأرض أوتادا للأرض لئلا تزول بمن عليها (وَبارَكَ فِيها) يعنى فى الأرض والبركة : الزرع والثمار
__________________
(١) فى أ : «الذي».
(٢) فى أ : «كائن».