والنبات وغيره (١) ، ثم قال : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) يقول وقسم فى الأرض أرزاق العباد والبهائم (سَواءً لِلسَّائِلِينَ) ـ ١٠ ـ يعنى عدلا لمن يسأل الرزق من السائلين (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) قبل ذلك (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً) عبادتي ومعرفتي يعنى أعطيا الطاعة طيعا (أَوْ كَرْهاً) وذلك أن الله ـ تعالى ـ حين خلقهما عرض عليهما الطاعة بالشهوات واللذات على الثواب والعقاب فأبين أن يحملها من المخافة ، فقال لهما الرب ائتيا المعرفية لربكما والذكر له على غير ثواب ولا عقاب طوعا أو كرها (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) ـ ١١ ـ يعنى [١٣٤ أ] أعطيناه طائعين (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) يقول فخلق السموات السبع (فِي يَوْمَيْنِ) الأحد والاثنين (وَأَوْحى) يقول وأمر (فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) الذي أراده قال (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) يقول لأنها أدنى السموات من الأرض (بِمَصابِيحَ) يعنى الكواكب (وَحِفْظاً) بالكواكب يعنى ما يرمى الشياطين بالشهاب لئلا «يستمعوا» (٢) إلى السماء ، يقول : (ذلِكَ) الذي ذكر من صنعه فى هذه الآية (تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ) فى ملكه (الْعَلِيمِ) ـ ١٢ ـ بخلقه (فَإِنْ أَعْرَضُوا) عن الإيمان يعنى التوحيد (فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً) فى الدنيا (مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) ـ ١٣ ـ يقول مثل عذاب عاد وثمود وإنما خص عادا وثمود من بين الأمم لأن كفار مكة قد عاينوا هلاكهم باليمن والحجر.
قال مقاتل : كل من يموت من عذاب أو سقم أو قتل فهو مصعوق.
__________________
(١) كذا فى أ ، ف.
(٢) فى أ : «يستمعوا» ، ف : «يستمعون».