يعنى الذي خلق هؤلاء الآيات (إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ـ ٣٧ ـ فسجد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والمؤمنون يومئذ ، فقال كفار مكة عند ذلك : بل نسجد للات والعزى ومناة ، يقول الله ـ تعالى ـ : (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا) [١٣٦ أ] عن السجود لله (فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) من الملائكة (يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) ـ ٣٨ ـ يعنى لا يملون من الذكر له والعبادة وليست لهم فترة ولا سآمة (وَمِنْ آياتِهِ) أن يعرف التوحيد بصنعه وإن لم تروه (أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) متهشمة غبراء لا نبت فيها (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ) يعنى على الأرض المطر فصارت حية فأنبتت و (اهْتَزَّتْ) بالخضرة (وَرَبَتْ) يقول وأضعفت النبات ، ثم قال : (إِنَّ الَّذِي أَحْياها) بعد موتها (لَمُحْيِ الْمَوْتى) فى الآخرة ليعتبر من يشك فى البعث (إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ٣٩ ـ من البعث وغيره ، قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا) يعنى أبا جهل يميل عن الإيمان بالقرآن ـ بالأشعار والباطل (١) (لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا) يعنى أبا جهل ، وأخبر الله ـ تعالى ـ بمستقره فى الآخرة فقال : (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ) يعنى أبا جهل خير (أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قال لكفار مكة : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) هذا وعيد (إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ـ ٤٠ ـ من الشرك وغيره (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى أبا جهل (بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ) يعنى به القرآن حين جاءهم وهو أبو جهل وكفار مكة (وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ) ـ ٤١ ـ يقول وإنه لقرآن منيع من الباطل ، فلا يستذل ، لأنه كلام الله (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ)
__________________
(١) كذا فى أ ، ف. والمراد يترك الإيمان بالقرآن وينشغل بالأشعار والباطل.