يقول لا يأتى القرآن بالتكذيب بل يصدق هذا القرآن الكتب التي كانت قبله : التوراة والإنجيل والزبور ، (١) ثم قال : (وَلا) يأتيه الباطل (مِنْ خَلْفِهِ) يقول لا يجيئه (٢) من بعده كتاب يبطله فيكذبه بل هو (تَنْزِيلٌ) يعنى وحى (مِنْ حَكِيمٍ) فى أمره (حَمِيدٍ) ـ ٤٢ ـ عند خلقه ، ثم قال : (ما يُقالُ لَكَ) يا محمد من التكذيب بالقرآن أنه ليس بنازل عليك (إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) من قومهم من التكذيب لهم أنه ليس العذاب بنازل (٣) بهم يعزى نبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليصبر على الأذى والتكذيب (إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ) يقول ذو تجاوز فى تأخير العذاب عنهم إلى الوقت حين سألوا العذاب فى الدنيا وإذا جاء الوقت (وَذُو عِقابٍ) فهو ذو عقاب (أَلِيمٍ) ـ ٤٣ ـ يعنى وجيع كقوله : (... إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ ...) (٤) إن كنتم تتوجعون ، قوله : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا) وذلك أن كفار قريش كانوا إذا رأوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يدخل على يسار أبى فكيهة اليهودي ، وكان أعجمى اللسان غلام عامر بن الحضرمي القرشي يحدثه [١٣٦ ب] قالوا : ما يعلمه إلا يسار أبو فكيهة ، فأخذه سيده فضربه ، وقال له : إنك تعلم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال يسار : بل هو يعلمني ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا) يقول بلسان العجم (لَقالُوا) لقال كفار
__________________
(١) الجملة مكررة فى أ.
(٢) فى أ : «لا يجبه».
(٣) فى أ : «نازل» ، ف : «بنازل».
(٤) سورة النساء : ١٠٤ ، وتمامها : (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً).