مكة : (لَوْ لا فُصِّلَتْ) يقول هلا بينت (آياتُهُ) بالعربية حتى نفقه ونعلم ما يقول محمد (ءَ أَعْجَمِيٌ) (١) : ولقالوا إن القرآن أعجمى أنزل على محمد (وَ) وهو (عَرَبِيٌّ قُلْ) نزله الله عربيا لكي يفقهوه ولا يكون لهم علة ، يقول الله ـ تعالى ـ : (هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) (٢) (هُدىً) من الضلالة (وَشِفاءٌ) لما فى القلوب للذي فيه من التبيان ، ثم قال : (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) بالآخرة يعنى لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال (فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ) يعنى ثقل فلا يسمعون الإيمان بالقرآن (٣) (وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) يعنى عموا عنه يعنى القرآن فلم «يبصروه» (٤) ولم يفقهوه (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) ـ ٤٤ ـ إلى الإيمان بأنه غير كائن لأنهم صم عنه وعمى وفى آذانهم وقر ، قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) يقول أعطينا موسى التوراة (فَاخْتُلِفَ فِيهِ) يقول فكفر به بعضهم (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) وهي كلمة الفصل بتأخير العذاب عنهم إلى أجل مسمى يعنى يوم القيامة يقول لو لا ذلك الأجل (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) يعنى بين الذين آمنوا وبين الذين اختلفوا «وكفروا» (٥) بالكتاب ، لو لا ذلك الأجل لنزل بهم العذاب فى الدنيا (وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) يعنى من الكتاب (مُرِيبٍ) ـ ٤٥ ـ يعنى أنهم
__________________
(١) فى الجلالين : (أ) قرآن (أعجمى و) نبى (عربي) استفهام إنكار منهم ، بتحقيق الهمزة الثانية وقلبها ألفا بإشباع ودونه.
(٢) (هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) : ساقطة من أ ، ومن ف ، ومكتوب فى حاشية ف.
(٣) كذا فى أ ، ف ، ويكون تقديره : (فلا يسمعون «الدعوة» إلى الإيمان بالقرآن)
(٤) فى الأصل : «يبصرون».
(٥) فى أ : «وكفروهم» ، وفى ف : «وكفروا».