(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
«(حم) ـ ١ ـ (عسق) (١)» ـ ٢ ـ فى أمر العذاب يا محمد فيها تقديم إليك وإلى الأنبياء من قبلك ، فمن ثم قال : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ) يا محمد (وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) من الأنبياء أنه نازل بقومهم إذا كذبوا الرسل ، ثم عظم نفسه فقال له يا محمد : «إنما» (٢) ذلك يوحى (اللهُ الْعَزِيزُ) فى ملكه (الْحَكِيمُ) ـ ٣ ـ فى أمره (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُ) يعنى الرفيع فوق خلقه (الْعَظِيمُ) ـ ٤ ـ فلا أكبر منه (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَ) يعنى يتشققن من عظمة الرب الذي هو فوقهن ، ثم قال : (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) يعنى يصلون بأمر ربهم (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) ثم بين فى «حم» المؤمن أى الملائكة هم فقال : «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ...» ثم بين لمن يستغفرون فقال : «... وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...» (٣) يعنى
__________________
(١) فى ل ، ف : وفيها من المدني (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ ...) إلى آخر الآيات ، (... إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (وهو يشير إلى آيتي ٢٣ ، ٢٤).
وقوله : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ، وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) آيات ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١.
(٢) «إنما» : ساقطة من أ ، ف ، وهي من ل.
(٣) سورة غافر : ٧ ، وتمامها : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ).