وهو خازن جهنم ، فقال : ما ذا تريدون؟ قالوا : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) فيسكت عنهم مالك «فلا» (١) يجيبهم مقدار أربعين سنة ، ثم «يوحى» (٢) الله ـ تعالى ـ إلى مالك بعد أربعين «أن يجيبهم» (٣) ، فرد عليهم مالك : (قالَ) (٤) (إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) ـ ٧٧ ـ فى العذاب يقول مقيمون فيها فقال مالك : (لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِ) فى الدنيا يعنى التوحيد (وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) ـ ٧٨ ـ ، قوله : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) ـ ٧٩ ـ يقول أم أجمعوا أمرا.
وذلك أن نفرا من قريش منهم أبو جهل بن هشام ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وهشام بن عمرو [١٤٥ ب] ، وأبو البختري بن هشام ، وأمية بن أبى معيط ، وعيينة بن حصن الفزاري ، والوليد بن المغيرة ، والنضر بن الحارث ، وأبى بن خلف ، ـ بعد موت أبى طالب ـ اجتمعوا فى دار الندوة بمكة ليمكروا بالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سرا عند انقضاء المدة فأتاهم إبليس فى صورة شيخ كبير فجلس إليهم ، فقالوا له : ما أدخلك فى جماعتنا بغير إذننا؟ قال عدو الله : أنا رجل من أهل نجد ، وقدمت مكة فرأيتكم حسنة وجوهكم ، طيبة ريحكم ، فأردت أن أسمع حديثكم ، وأشير عليكم ، فإن كرهتم مجلسي خرجت من بينكم. فقال بعضهم لبعض : هذا رجل من أهل نجد ليس من أهل مكة فلا بأس عليكم منه. فتكلموا بالمكر بالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
__________________
(١) فى أ : «فلم».
(٢) فى أ : «أوحى».
(٣) فى أ : «أن أجبهم».
(٤) «قال» ساقط من أ.