كان أمرا منا (إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) ـ ٥ ـ يعنى منزلين هذا القرآن أنزلناه (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) لمن آمن به (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) لقولهم (الْعَلِيمُ) ـ ٦ ـ به (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) ـ ٧ ـ بتوحيد الرب ـ تعالى ـ ، : وحد نفسه فقال : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ) يقول يحيى الموتى ويميت الأحياء ، هو (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) ـ ٨ ـ (بَلْ هُمْ) لكن هم (فِي شَكٍ) من هذا القرآن (يَلْعَبُونَ) ـ ٩ ـ يعنى لاهون عنه ، قوله : (فَارْتَقِبْ) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ دعا الله ـ عزوجل ـ على كفار قريش فقال : اللهم أعنى عليهم بسبع سنين كسى (١) يوسف ، فأصابتهم شدة حتى أكلوا العظام والكلاب والجيف من شدة الجوع ، فكان الرجل يرى بينه وبين السماء الدخان من الجوع ، فذلك قوله : «فارتقب» يقول فانتظر يا محمد (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) ـ ١٠ ـ (يَغْشَى النَّاسَ) يعنى أهل مكة (هذا) الجوع (عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ١١ ـ يعنى وجيع. ثم إن أبا سفيان بن حرب ، وعتبة ابن ربيعة ، والعاص بن وائل ، والمطعم بن عدى ، وسهيل بن عمرو ، وشيبة ابن ربيعة ، كلهم من قريش ، أتوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : يا محمد ، استسق لنا ، فقالوا : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ) يعنى الجوع (إِنَّا مُؤْمِنُونَ) ـ ١٢ ـ يعنى إنا مصدقون بتوحيد الرب وبالقرآن (أَنَّى لَهُمُ (٢)
__________________
(١) فى أ : كسنين.
(٢) فى أ : فسرت الآيات ١٢ ، ١٥ ، ١٦ ، ١٣ ، ١٤ على التوالي. وقد أعدت ترتيبا حسب ورودا فى المصحف.