الذِّكْرى) يقول من أين لهم التذكرة يعنى الجوع الذي أصابهم بمكة (وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ) يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (مُبِينٌ) ـ ١٣ ـ يعنى هو بين أمره ، جاءهم بالهدى (ثُمَّ تَوَلَّوْا «عَنْهُ») (١) يقول ثم أعرضوا عن محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى الضلالة (وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) ـ ١٤ ـ قال ذلك عقبة بن أبى معيط إن محمدا مجنون ، وقالوا إنما يعلمه جبر غلام عامر ابن الحضرمي ، وقالوا : لئن لم ينته جبر غلام عامر بن الحضرمي «فأوعدوه» (٢) لنشترينه من سيده ، ثم لنصلينه حتى ينظر هل ينفعه محمد أو يغنى عنه شيئا ، (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) (٣) يقول بل هم من القرآن فى شك لاهون ، فدعا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : اللهم اسقنا غيثا مغيثا عاما طبقا مطبقا غدقا ممرعا مريا عاجلا غير ريث نافعا غير ضار ، فكشف الله ـ تعالى ـ عنهم العذاب ، فذلك قوله : (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ) يعنى الجوع (قَلِيلاً) إلى يوم بدر (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) ـ ١٥ ـ إلى الكفر فعادوا فانتقم الله منهم ببدر فقتلهم ، فذلك قوله : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى) يعنى العظمى فكانت البطش فى المدينة يوم بدر أكثر مما أصابهم من الجوع بمكة ، فذلك قوله : (إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) ـ ١٦ ـ بالقتل وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجل الله أرواحهم الى النار.
__________________
(١) «عنه» : ساقطة من النسخ.
(٢) «فأعدوه» : زيادة للتوضيح.
(٣) فى أ : كرر تفسير الآية ٩ مرتين.