(وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ) بموسى ـ صلى الله عليه ـ حتى ازدروه كما ازدرى أهل مكة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأنه ولد فيهم فازدروه فكان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فتنة لهم ، كما كان موسى ـ صلى الله عليه ـ فتنة لفرعون وقومه ، فقالت قريش : أنت أضعفنا وأقلنا حيلة فهذا حين ازدروه كما ازدروا موسى ـ عليهالسلام ـ حين قالوا : (... أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا) [١٤٧ ب] «وليدا ...» (١) فكانت فتنة لهم من أجل ذلك ذكر فرعون دون الأمم ، نظيرها فى المزمل : (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً ...) (٢) ، قوله : (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ) كما فتنا قريشا بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، لأنهما ولدا فى قومهما (وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ) ـ ١٧ ـ يعنى الخلق كان يتجاوز ويصفح يعنى موسى حين سأل ربه أن يكشف عن أهل مصر الجراد والقمل ، فقال موسى لفرعون : (أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ) يعنى أرسلوا معى بنى إسرائيل يقول : وخل سبيلهم فإنهم أحرار ولا تستعبدهم (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ) من الله (أَمِينٌ) ـ ١٨ ـ فيما بيني وبين ربكم (وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ) يعنى لا تعظموا على الله أن توحدوه (إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) ـ ١٩ ـ يعنى حجة بينة كقوله : «ألا تعلوا على (الله)» يقول ألا تعظموا على الله «إنى آتيكم بسلطان مبين» يعنى حجة بينة وهي اليد والعصا فكذبوه ، فقال فرعون فى «حم» المؤمن : (... ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى ...) (٣) فاستعاذ موسى فقال : (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي
__________________
(١) سورة الشعراء : ١٨.
(٢) سورة المزمل : ١٥.
(٣) سورة غافر : ٢٦.