من العيش (كانُوا فِيها فاكِهِينَ) ـ ٢٧ ـ يعنى أرض مصر معجبين (كَذلِكَ) يقول هكذا فعلنا بهم فى الخروج من مصر ، ثم قال : (وَأَوْرَثْناها) يعنى أرض مصر (قَوْماً آخَرِينَ) ـ ٢٨ ـ يعنى بنى إسرائيل فردهم الله إليها بعد الخروج منها ، ثم قال : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) وذلك أن المؤمن إذا مات بكى عليه معالم سجوده من الأرض ، ومصعد عمله من السماء أربعين يوما وليلة ، ويبكيان على الأنبياء ثمانين يوما وليلة ، ولا يبكيان على الكافر [١٤٨ أ] ، فذلك قوله : «فما بكت عليهم السماء والأرض» لأنهم لم يصلوا لله فى الأرض ولا كانت لهم أعمال صالحة تصعد إلى السماء لكفرهم (وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) ـ ٢٩ ـ لم يناظروا بعد الآيات التسع حتى عذبوا بالغرق (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) ـ ٣٠ ـ يعنى الهوان وذلك أن بنى إسرائيل آمنت بموسى وهارون ، فمن ثم قال فرعون : «... اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم ...» فلما هم بذلك قطع الله بهم البحر مع ذرياتهم وذراريهم ، وأغرق فرعون ومن معه من القبط ، (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) يعنى الهوان من فرعون من قتل الأبناء ، واستحياء النساء يعنى البنات ، قبل أن يبعث الله ـ عزوجل ـ موسى رسولا مخافة أن يكون هلاكهم فى سببه من فرعون ، للذي أخبره به الكهنة أنه يكون ، وأنه يغلبك على ملكك ، ثم قال : (مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً) عن التوحيد (مِنَ الْمُسْرِفِينَ) ـ ٣١ ـ يعنى من المشركين ، ثم رجع إلى بنى إسرائيل فقال : (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ) علمه الله ـ عزوجل ـ منهم (عَلَى الْعالَمِينَ) ـ ٣٢ ـ يعنى عالم ذلك الزمان (وَآتَيْناهُمْ)