يقول وأعطيناهم (مِنَ الْآياتِ) حين فلق لهم البحر وأهلك عدوهم فرعون ، وظلل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المن السلوى ، والحجر والعمود والتوراة ، فيها بيان كل شيء ، فكل هذا الخير ابتلاهم الله به فلم يشكروا ربهم ، فذلك قوله : «وآتيناهم من الآيات» (ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ) ـ ٣٣ ـ يعنى النعم «البينة» (١).
كقوله : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) (٢) يعنى النعم «البينة» (٣). قوله : (إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ) ـ ٣٤ ـ يعنى «كفار مكة» (٤) (إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال لهم إنكم تبعثون من بعد الموت فكذبوه ، فقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا (وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ) ـ ٣٥ ـ يعنى بمبعوثين من بعد الموت ، ثم قال : (فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٣٦ ـ أنا نحيا من بعد الموت ، وذلك أن أبا جهل بن هشام قال فى الرعد يا محمد إن كنت نبيا فابعث لنا رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا منهم قصى بن كلاب فإنه كان صادقا ، وكان إمامهم (٥) فنسألهم فيخبرونا عن ما هو كائن بعد الموت أحق ما تقول أم باطل؟ إن كنت صادقا بأن البعث حق ، نظيرها فى الجاثية قوله : (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ ...) (٦) وما البعث بحق. فخوفهم الله ـ تعالى ـ بمثل عذاب الأمم الخالية
__________________
(١) فى أ : البين ، ف : البينة.
(٢) سورة الصافات : ١٠٦.
(٣) وردت فى أ ، ف : «البين».
(٤) فى الأصل : «كفار».
(٥) كذا فى أ ، ف ، والمراد وكان امام قومه ورئيسهم.
(٦) سورة الجاثية : ٢٤.