والحجر ، والغمام ، وعمودا كان يضيء لهم إذا ساروا بالليل ، وأنبت معهم ثيابهم لا تبلى ، ولا تخرق ، وظللنا عليهم الغمام وفضلناهم على العالمين فى ذلك الزمان ، ثم قال : (وَآتَيْناهُمْ) آيات (بَيِّناتٍ) واضحات (مِنَ الْأَمْرِ) يعنى أبين لهم فى التوراة من الحلال والحرام والسنة وبيان ما كان قبلهم ، ثم اختلفوا فى الدين بعد يوشع بن نون فأمن بعضهم وكفر بعضهم (فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا) (١) (مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) يعنى البيان (بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ـ ١٧ ـ يعنى فى الدين يختلفون ، «قوله : (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ) يعنى بينات من الأمر وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ارجع إلى ملة أبيك عبد الله ، وجدك عبد المطلب ، وسادة قومك ، فأنزل الله «ثم جعلناك على شريعة من الأمر» يعنى بينة من الأمر يعنى الإسلام (فَاتَّبِعْها) يقول الله ـ تعالى ـ لنبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ اتبع هذه الشريعة (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ـ ١٨ ـ توحيد الله يعنى كفار قريش فيستزلونك عن أمر الله» (٢) قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ) يوم القيامة يعنى مشركي مكة (بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) ـ ١٩ ـ الشرك (هذا) القرآن (بَصائِرُ لِلنَّاسِ) يقول هذا القرآن بصيرة للناس من الضلالة (وَ) هو (هُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةٌ) من العذاب لمن آمن به (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ـ ٢٠ ـ بالقرآن أنه من الله ـ تعالى ـ
__________________
(١) «فما اختلفوا إلا» : من ساقطة من أ.
(٢) تفسير الآية (١٨) من ف ، وهو مبتور فى أ.