هذه النعم فتوحدوه (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) يعنى من الله (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ـ ١٣ ـ فى صنع الله فيوحدونه (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا) يعنى يتجاوزوا نزلت فى عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ وذلك أن رجلا من كفار مكة شئتم عمر بمكة ، فهم عمر أن يبطش به فأمره الله بالعفو والتجاوز فقال : «قل للذين آمنوا» يعنى عمر «يغفروا» يعنى يتجاوزوا (لِلَّذِينَ) (١) (لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) يعنى لا يخشون عقوبات الله مثل عذاب الأمم الخالية فمن عفا وأصلح فأجره على الله ، يقول جزاؤه على الله ، ثم نسخ العفو والتجاوز آية السيف فى براءة «... فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ (٢) ...» ، قوله : (٣) (لِيَجْزِيَ) بالمغفرة (قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) ـ ١٤ ـ يعنى يعملون فى الخير (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ) العمل (فَعَلَيْها) يقول إساءته على نفسه (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ) [١٥٠ أ] (تُرْجَعُونَ) ـ ١٥ ـ فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم ، قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا) يعنى أعطينا (بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ) يعنى التوراة (وَالْحُكْمَ) يعنى الفهم الذي فى التوراة والعلم (وَالنُّبُوَّةَ) وذلك أنه كان فيهم ألف نبى أولهم موسى ، وآخرهم عيسى ـ عليهمالسلام ـ (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) يعنى الحلال من الرزق : المن والسلوى (وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) ـ ١٦ ـ يعنى عالمي ذلك الزمان بما أعطاهم الله من التوراة فيها تفصيل كل شيء ، والمن والسلوى ،
__________________
(١) فى أ : «عن الذين» ، وفى حاشية أ : التلاوة ، «للذين».
(٢) فى أ : «اقتلوا المشركين» فصوبتها وهي فى سورة التوبة : ٥.
(٣) فى أ : «فذلك قوله».