(وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) ـ ٨٥ ـ (وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا) يعنى فى نعمتنا وهي النبوة (إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) ـ ٨٦ ـ يعنى من المؤمنين.
(وَذَا النُّونِ) يعنى يونس بن متى ـ عليهالسلام ـ (إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) يعنى مراغما لقومه ، لحزقيل بن أجار» (١) ومن معه من بنى إسرائيل ففارقهم من غير أن يؤمنوا (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) فحسب يونس أن لن نعاقبه بما صنع (فَنادى) يقول فدعا ربه (فِي الظُّلُماتِ) يعنى ظلمات ثلاث ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت ، فنادى : (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ) [١٧ أ] يوحد ربه ـ عزوجل ـ (سُبْحانَكَ) نزه ـ تعالى ـ أن يكون ظلمه» (٢) ، ثم أقر على نفسه بالظلم ، فقال : (إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ـ ٨٧ ـ يقول يونس ـ عليهالسلام ـ : إنى ظلمت نفسي (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) دعاءه (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِ) يعنى من بطن الحوت (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٨٨ ـ.
قال أبو محمد» (٣) : قال أبو العباس ثعلب : قال الفراء : (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) ونقدر عليه ، لمعنى واحد ، وهو من قوله قدرت الشيء ، لا قدرت» (٤) ، معناه من التقدير لا من القدر ، ومثله فى سورة الفجر (... فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ...) (٥) من التقدير
__________________
(١) فى أ : لحزقيا بن أجان ، ز : لحزقيل بن أجار.
(٢) فى أ : يظلمه ، ز : ظلمه.
(٣) «قال أبو محمد ...» وما بعدها ليس فى ل ، ولا فى ز ، وهو من أوحدها.
(٤) كذا فى أ.
(٥) سورة الفجر : ١٦.