(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) يقول إن هذه ملتكم التي أنتم عليها ، يعنى شريعة الإسلام هي ملة واحدة كانت عليها الأنبياء والمؤمنون الذين نجوا من عذاب الله ـ عزوجل ـ (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) ـ ٩٢ ـ يعنى فوحدون (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) فرقوا دينهم الإسلام الذي أمروا به فيما» (١) بينهم فصاروا زبرا يعنى فرقا (كُلٌّ) (٢) : كل أهل تلك الأديان (إِلَيْنا راجِعُونَ) ـ ٩٣ ـ فى الآخرة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) يقول وهو مصدق بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) يعنى لعمله يقول يشكر الله ـ عزوجل ـ عمله (وَإِنَّا لَهُ) [١٧ ب] (كاتِبُونَ) ـ ٩٤ ـ يكتب له سعيه الحفظة من الملائكة (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ) فيما خلا (أَهْلَكْناها) بالعذاب فى الدنيا (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) ـ ٩٥ ـ يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية فى الدنيا (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ) يعنى أرسلت (يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) وهما أخوان لأب وأم وهما من نسل يافث بن نوح (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) ـ ٩٦ ـ يقول من كل مكان يخرجون من كل جبل وأرض وبلد ، وخروجهم عند اقتراب الساعة ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) يعنى وعد البعث أنه حق كائن (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ) يعنى فاتحة (أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالبعث لا يطرفون مما يرون من العجائب ، يعنى التي كانوا يكفرون بها فى الدنيا قالوا : (يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) اليوم ، ثم ذكر قول الرسل لهم فى الدنيا أن البعث كائن ،
__________________
(١) فى أ : فيها ، وفى حاشية أ : فيما ، وفى ز : فيما.
(٢) فى أ ، ز ، ل «كل».