الكوثر إلى سائر أهل الجنة ، قوله : (وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ) لذنوبهم (مِنْ رَبِّهِمْ) فهذا للمتقين الشرك فى الآخرة ، ثم ذكر مستقر الكفار فقال : (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) يعنى أبا جهل بن هشام ، وأبا حذيفة المخزوميين وأصحابهما فى النار (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً) يعنى شديد الحر الذي قد انتهى حره تستعر عليهم جهنم ، فهي تغلى منذ خلقت السماوات والأرض (فَقَطَّعَ) الماء (أَمْعاءَهُمْ) ـ ١٥ ـ فى الخوف من شدة الحر (وَمِنْهُمْ) يعنى من المنافقين (مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) يعنى إلى حديثك بالقرآن يا محمد (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ) منهم رفاعة بن زيد ، والحارث بن عمرو ، وحليف بن زهرة ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خطب يوم الجمعة ، فعاب المنافقين وكانوا فى المسجد ، فكظموا عند النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلما خرجوا يعنى المنافقين من الجمعة (قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) وهو الهدى ، يعنى القرآن يعنى عبد الله ابن مسعود الهذلي (ما ذا قالَ) محمد : (آنِفاً) وقد سمعوا قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلم يفقهوه ، يقول الله ـ تعالى ـ : (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) يعنى ختم الله على قلوبهم بالكفر فلا يعقلون الإيمان (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) ـ ١٦ ـ فى الكفر ، ثم ذكر المؤمنين فقال : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) من الضلالة (زادَهُمْ هُدىً) بالمحكم الذي نسخ الأمر الأول (وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) ـ ١٧ ـ يقول «وبين لهم التقوى يعنى عملا [١٥٨ أ] بالمحكم حتى عملوا بالمحكم» (١) ثم خوف أهل مكة فقال : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ)
__________________
(١) ما بين القوسين «......» كذا فى أ ، ف ، والمعنى بين لهم طريق العمل بالمحكم من الآيات حتى عملوا بها قال ـ تعالى ـ : (... مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ...) سورة آل عمران : ٧.