والحارث بن عمرو فقال : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) يعنى الشك بالقرآن وهم المنافقون (أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ) ـ ٢٩ ـ يعنى أن لن يظهر الله الغش الذي فى قلوبهم للمؤمنين (وَلَوْ) (١) (نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ) يعنى لأعلمناكهم ، كقوله : (... بِما أَراكَ اللهُ ...) (٢) يعنى بما أعلمك الله (فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ) يعنى بعلامتهم الخبيثة (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) يعنى فى كذبهم عند النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلم يخف على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ منافق بعد هذه الآية ، ثم رجع إلى المؤمنين أهل التوحيد فقال : (وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) ـ ٣٠ ـ من الخير والشر (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) بالقتال يعنى لنبتلينكم ـ معشر المسلمين ـ بالقتال (حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ) يعنى كى نرى من يجاهد منكم (وَ) من يصبر من (الصَّابِرِينَ) على أمر الله (وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) ـ ٣١ ـ يعنى ونختبر أعمالكم ، ثم استأنف (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى اليهود (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعنى عن دين الله الإسلام (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ) يعنى وعادوا نبى الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ) فى التوراة (الْهُدى) بأنه نبى رسول ، يعنى بالهدى أمر محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ف (لَنْ يَضُرُّوا اللهَ) يقول فلن ينقصوا الله من ملكه وقدرته (شَيْئاً) حين شاقوا الرسول وصدوا الناس عن الإسلام إنما يضرون أنفسهم (وَسَيُحْبِطُ) فى الآخرة (أَعْمالَهُمْ) ـ ٣٢ ـ التي عملوها فى الدنيا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) وذلك أن أناسا من أعراب بنى أسد بن خزيمة قدموا على
__________________
(١) فى أ : «فلو».
(٢) سورة النساء : ١٠٥.