ثم قال : (فَلا تَهِنُوا) يقول فلا تضعفوا (وَتَدْعُوا) يعنى نبدؤهم بالدعاء (إِلَى السَّلْمِ) يقول فلا تضعفوا وتدعوا العرب إلى الصلح والموادعة (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) يقول وأنتم الغالبون عليهم ، وكان هذا يوم أحد يقول : (وَاللهُ مَعَكُمْ) فى النصر يا معشر المؤمنين لكم (وَلَنْ يَتِرَكُمْ) يقول ولن يبطلكم (أَعْمالَكُمْ) ـ ٣٥ ـ الحسنة (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا) يقول وإن تصدقوا بالله وحده لا شريك له وتتقوا معاصى الله (يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ) فى الآخرة يعنى جزاءكم فى الآخرة جزاء أعمالكم (وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) ـ ٣٦ ـ
__________________
وقال القرطبي فى التذكرة لا تعارض بين أحاديث الأبوين ، وأحاديث عدم الإذن فى الاستغفار لأن إحياءهما متأخر عن الاستغفار لهما بدليل أن حديث عائشة فى حجة الوداع ، ولذلك جعله ابن شاهين ناسخا كما ذكر من الأخبار الواردة فى الاستغفار.
وقال الحافظ فتح الدين بن سيد : الناس فى السيرة قد روى أن عبد الله بن عبد المطلب ، وآمنة بنت وهب أبوى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أسلما وأن الله أحياهما له فأمنا به وروى ذلك أيضا فى حق عبد المطلب وهو مخالف لحديث أحمد عن أبى رزين العقيلي.
وأرى من الخير تفويض علم ذلك إلى الله ـ سبحانه ـ وفى الحديث «إن الله سكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها».
خاصة وإن علم ذلك ليس من أصول الدين ، ولا يترتب عليه أمر ضروري. مع ثقتنا أن رحمة الله واسعة ، وإن الله أعطى نبيه الشفاعة والمقام المحمود يوم القيامة ، ولكننا نمسك عن القول بأن فلانا بخصوصه فى الجنة وأن فلانا بخصوصه فى النار.
ملاحظة :
عرض هذا التفسير على إرادة البحوث والنشر بالأزهر للسماح بطبعه ونشره فقرأ التفسير أساتذة أجلاء من الإدارة فى مدة وجيزة وكانت لهم نظرات ثاقبة وتوجيهات مفيدة ، استفدت منها حقا فى التعليق على هذا الكتاب قبل طبعه ، ورأيت فى هذه الإدارة إخلاص العلماء وتواضعهم واشتغالهم بالعلم وإحاطتهم بفروعه المتعددة ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وقد أمدنى أساتذة ادارة البحوث والنشر بالنص السابق الذي أخرجه ابن شاهين فى الناسخ والمنسوخ.