الجنة برضاه (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) ـ ٨ ـ «بسيئاته (١)» وهو الشرك لأنه لا يرى شيئا مما كسب إلا صار كالرماد ، فاشتدت به الريح فى يوم شديد الريح (٢) ، وكما أنه ليس فى الأرض شيء «أخبث (٣)» من الشرك فهكذا ليس شيء أخف من الشرك فى الميزان ، ولا إله إلا الله «ثقيلة (٤)» «وصاحبها (٥)» ثقيل كريم رزين عند الله ـ عزوجل ـ فيأتي صاحب التوحيد بأعماله الصالحة فيثقل ميزانه ، ويأتى صاحب الشرك بأعماله الطالحة فلا تكون له حسنة توزن معه فهو خفيف (٦) (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) وهي الجنة ، يعنى براضية أنه لا يسخط بعد دخولها أبدا ، (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) وهو الشرك (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) ـ ٩ ـ يقول لا تحمله الأرض ، ولا تظله السماء ، ولا شيء إلا النار ، فذلك قوله : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) يعنى أصله هاوية ، كقوله : («... أُمَّ الْقُرى) (٧) ...» يعنى أصل القرى يعنى مكة ، ثم قال : (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) ـ ١٠ ـ (نارٌ حامِيَةٌ) ـ ١١ ـ يقول نار حامية تحمى ستة أبواب من جهنم ، (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) يقول خفت موازينه «بسيئاته (٨)» وحق لميزان لا يقع فيه الحق أن يخف لأن الحق ثقيل مرئ ، والباطل خفيف «وبيء (٩)» (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) تعظيما لشدتها ، ثم أخبر عنها ، فقال هي : (نارٌ حامِيَةٌ) يقول انتهى حرها.
__________________
(١) فى أ : «سيئاته» ، وفى ف : «بسيئاته».
(٢) ورد هذا المعنى فى تفسير الآية (١٨) من سورة إبراهيم.
(٣) فى أ : «أخف» ، وفى ف : «أخبث».
(٤) فى أ : «ثقيلة» ، وفى ل : «ثقيل» ، وفى ف : «ثقيل».
(٥) فى أ ، ف ، ل : «وصاحبه».
(٦) تفسير الآية (٨) ناقص فى أ ، وهو من ف ، ل.
(٧) سورة الأنعام : ٩٢.
(٨) فى أ : «سيئاته» ، وفى ف : «بسيئاته».
(٩) فى أ : «ورى» ، وفى ف : «وبيء».