نحن ـ إذن ـ في سورة الحمد نطلب من الله ـ صباحاً ومساءاً ـ أن يجعلنا في خط هذه المجاميع الأربعة : خط الأنبياء ، وخط الصديقين ، وخط الشهداء ، وخط الصالحين ، ومن الواضح أنّ علينا أن ننهض في كل مرحلة زمنيّة بمسؤوليتنا ونؤدّي رسالتنا.
٢ ـ من هم (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ، ومن هم (الضَّالّينَ)؟ يستفاد من استعمال التعبيرين في القرآن أنّ «المغضوب عليهم» أسوأ وأحطّ من «الضالين» أي إنّ الضالين هم التائهون عن الجادة ، والمغضوب عليهم هم المنحرفون المعاندون ، أو المنافقون ، ولذلك استحقوا لعن الله وغضبه.
في الآية (٦) من سورة الفتح يقول تعالى : (وَيُعَذّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ).
(الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ). إذن يسلكون ـ إضافة إلى كفرهم ـ طريق اللجاج والعناد ومعاداة الحق ، ولا يألون جهداً في توجيه ألوان التنكيل والتعذيب لقادة الدعوة الإلهيّة.
|
نهاية تفسير سورة الحمد |
* * *