وتسميتها بذلك لما قال تعالى : (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ) وقوله تعالى : (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) أي أتقوى به. والأزر القوة الشديدة ، وآزره أعانه وقواه وأصله من شد الإزار ، قال تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ) يقال آزرته فتأزر أي شددت إزاره وهو حسن الأزرة ، وأزرت البناء وآزرته قويت أسافله ، وتأزر النبات طال وقوى ، وآزرته ووازرته صرت وزيره وأصله الواو. وفرس آزر انتهى بياض قوائمه إلى موضع شد الإزار. قال تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ. لِأَبِيهِ آزَرَ) قيل كان اسم أبيه تارخ فعرب فجعل آزر وقيل آزر معناه الضال فى كلامهم.
(أزف) : قال تعالى : (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) أي دنت القيامة وأزف وأفد يتقاربان لكن أزف يقال اعتبارا بضيق وقتها ، ويقال أزف الشخوص والأزف ضيق الوقت وسميت به لقرب كونها وعلى ذلك عبر عنها بساعة ، وقيل : (أَتى أَمْرُ اللهِ) فعبر عنها بلفظ الماضي لقربها وضيق وقتها ، قال تعالى : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ).
(أس) : أسس بنيانه جعل له أسا وهو قاعدته التي يبتنى عليها ، يقال أس وأساس ، وجمع الأس إساس وجمع الأساس أسس ، يقال كان ذلك على أس الدهر كقولهم على وجه الدهر.
(أسف) : الأسف الحزن والغضب معا. وقد يقال لكل واحد منهما على الانفراد وحقيقته ثوران دم القلب شهوة الانتقام ، فمتى كان ذلك على من دونه انتشر فصار غضبا ، ومتى كان على من فوقه انقبض فصار حزنا ، ولذلك سئل ابن عباس عن الحزن والغضب فقال مخرجهما واحد واللفظ مختلف ، فمن نازع من يقوى عليه أظهره غيظا وغضبا ، ومن نازع من لا يقوى عليه أظهره حزنا وجزعا ، وبهذا النظر قال الشاعر :
فحزن كل أخى حزن أخو الغضب
وقوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) أي أغضبونا ، قال أبو عبد الله الرضا : إنّ الله لا يأسف كأسفنا ولكن له أولياء يأسفون ويرضون فجعل رضاهم رضاه وغضبهم غضبه ، قال : وعلى ذلك قال : من أهان لى وليا فقد