(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) فى إمضاء أمرك على الأرشد والأصلح ، فإن ما هو أصلح لك لا يعلمه إلا الله ، لا أنت ولا من تشاور.
١٦٠ ـ (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) :
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ) كما نصركم يوم بدر.
(فَلا غالِبَ لَكُمْ) فلا أحد يغلبكم.
(وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ) كما خذلكم يوم أحد.
(فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ) فهذا تنبيه على أن الأمر كله الله ، وعلى وجوب التوكل عليه.
(مِنْ بَعْدِهِ) أي من بعد خذلانه.
(وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) أي : وليخص المؤمنون ربهم بالتوكل ، والتفويض إليه ، لعلمهم أنه لا ناصر سواه ولأن إيمانهم يوجب ذلك ويقتضيه.
١٦١ ـ (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) :
(وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) أي وما صح له ذلك ، يعنى أن النبوة تنافى الغلول ، وهو الأخذ فى خفية.
(يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي يأت بالشيء الذي غله بعينه يحمله.
(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) أي يعدل بينهم فى الجزاء ، كل جزاؤه على قدر كسبه.
١٦٢ ـ (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) :
(فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ) أي بترك الغلول ، والصبر على الجهاد.
(كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ) أي بكفر أو غلول ، أو تول عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فى الحرب.