(وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) هذا مثل ، كأن الغضب كان يغريه على ما فعل ويقول له : قل لقومك كذا ، وألق الألواح ، وجر برأس أخيك إليك ، فترك التعلق بذلك وقطع الإغراء.
(أَخَذَ الْأَلْواحَ) التي ألقاها.
(وَفِي نُسْخَتِها) وفيما نسخ منها ، أي كتب.
(لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) دخلت اللام لتقدم المفعول ، لأن تأخر الفعل عن مفعوله يكسبه ضعفا.
١٥٥ ـ (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ) :
(فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) رجف بهم الجبل فصعقوا.
(قالَ) موسى.
(رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ) وهذا تمن منه للاهلاك قبل أن يرى ما رأى من تبعة طلب الرؤية ، كما يقول النادم على الأمر إذا رأى سوء المغبة : لو شاء الله لأهلكنى قبل هذا.
(أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) يعنى أتهلكنا جميعا ، يعنى نفسه وإياهم لأنه انما طلب الرؤية زجرا للسفهاء ، وهم طلبوها سفها وجهلا.
(إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) أي محنتك وابتلاؤك حين كلمتنى وسمعوا كلامك ، فاستدلوا بالكلام على الرؤية استدلالا فاسدا ، حتى افتتنوا وضلوا.
(تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ) تضل بالمحنة الجاهلين غير الثابتين فى معرفتك وتهدى العالمين بك الثابتين بالقول الثابت.